اهلا بكم
اهلا بكم
بحث في الموقع

يا أيها المسؤولون قولوا نفذنا ولا تقولوا سننفذ

 

لا شك إن من حق أي حكومة كانت وفي أي بلد كان تسير وتدير دفة البلاد بأي فكر – او ايدلوجية – كان ان تذكر منجزاتها وما حققته من أهدافها التي وعدت بها ناخبيها من أبناء الشعب عموماً، وغالباً ما يتم ذلك عبر مؤتمرات صحفية مبرمجة متكررة يعقدها رئيسها او الوزراء المختصون فيها او الناطق الرسمي لها، وغالباً ما يركز في هذه المؤتمرات على ما نفذ او انجز وليس على ما سينفذ او ينجز لان ذلك معروفاً وواضحاً لجميع من يهمه التحقق مما وعدت فيه سابقاً من تحقيق خططاً ومشاريعاً واهدافاً مبرمجة .

يحدث ما ذكرته دائماً في البلدان المتقدمة والراقية اقتصادياً واجتماعياً ولكنه لا يحدث في البلدان النامية ( عفواً النايمة ) لأسباب كثيرة ومنها ان هذه البلدان هي لا راقية ولا متحضرة ولا ديمقراطية وتسوسها حكومات تدعى انها وصلت إلى سدة الحكم بالديمقراطية وهي ابعد من ان تكون ديمقراطية، تدعى الثورية، وهي لا تعرف غالباً ما هي الثورية لأنها في حقيقتها تأتي بمبدأ نفذ ثم ناقش، ومن ابتدع هذا الشعار أستعمله مرة او مرتين اقتضتها ظروف الثورة حينذاك ولكنها في بلداننا استمرت دائماً ما دام التنفيذ قد اوقع الفأس في الرأس، أعتقد انه للتصفيق لحكمة القرار الخطأ او لتبرير ما حدث من خطأ لا لتفادي الخطأ او التعلم منه كما يملي العقل ذلك على أي إنسان له دماغ، ولكنه للأستمرار في الخطأ فكان هذا الأسلوب في إدارة الأمور كارثة او مأساة ( او سمها ما شئت ) وقعت علينا وأفسدت احوالنا من جميع الأركان .

أعود الى عنوان خاطرتي هذه واقول، اعتدنا ومنذ ان بدأنا ندرك اننا ابناء هذا الشعب والوطن العظيم، أننا عراقيون خرجنا من ظلمة وظلم الأتراك لنقع في شرك وكذب الانكليز الاشرار وبعد ان دحر المكوار المدفع الدوار، قام الحكم الوطني لأبناء العراق الاشاوس الابطال وبدء الانتظار لعهد منوار طافح بالخير والبركات واذا به لا هذا ولا ذاك بل حصد الانكليز أفضل ما في هذا البلد من خيرات وتركونا ننفث الزفرات ونلعق الحسرات، حتى نزلت البركات بفضل مناصفة الشركات النفطية بالأرباح وكان ذلك بداية الخمسينات وبدأت التصاريح والأقوال وبرامج النفاق من الإذاعة بان العراق في أنتقال الى اين الله أعلم ؟ وكان ما نفذ من تلك البرامج والمخططات هو فتات الفتات، كان ذلك في العهد المباد، اما في عهد الثورات فقد تزعم الامور زعيم همام كان همه إزاحة الأوهام ومحاربة الاستعمار والأذناب فحصل الهرج والمرج وتسارعت الأحداث وحصل كل ما يكن بالحسبان، ومع ذلك لم ينس هذا الهمام أبناء الفقراء فوعد برفعهم الى مقام الأغنياء، وذهب من دون تحقيق المرام وان كان ما حققه لا زال شاخصاً للعيان، ولا اريد ان أطيل الكلام لان ما بعد الإطاحة بالزعيم المقدام حتى الان هي اربعون عام، يطول عنها الكلام ويملئ آلاف الصحف والمجلات، لا بل الكتب والمجلد والكلام عنها محض جفاء واختزالها ذهباً صفاء حتى نصل بسرعة الى ما نحن عليه من أحوال وان تصفحتم الصحف والمجلات والتي بحمد الله وفضله المئات تنطق بأسم هذا الحزب او ذاك او لا علاقة لها بهذا ولا ذاك فماذا ستجدون فيها يا أخوان، أقول ستجدون العجب العجاب لتصريحات مسؤولينا ذوي الألباب، سننفذ هذا او ذاك وانتظروا يا أبناء العراق، ستكونوا أسعد السعداء، كما بشركم في الستينات أعرق الأحزاب، تفحصوها يا اخوان واجمعوا ما خصص من مليارات الدنانير والدولارات يصرح بها هذا المسؤول وذاك وان جمعتوها بعملية حساب ستجدوها آلاف آلاف ( ملايين ومليارات ) تملئ خزائن الأرض كلها وليس فقط العراق .

فأذا كان الامر هو بما اكد هذا المسؤول وذاك بأنه سينفذ هذا وذاك، فلماذا لا يسير أبناء الشعب بملايين المظاهرات شاكرون فضل المتفضلين عليه بالانجازات، بعد هذا أقول مع الاسف جُلها تصاريح هراء، فراغ في فراغ، لأن مسؤولينا يقولون غالباً سننفذ ولا يقولون نفذنا ورحمك الله ياعالم العلماء مصطفى جواد فطالما شنفت أسماعنا من اذاعة بغداد ببرنامجك الرائع قل ولا تقل فهل هناك من يعيده الى الحياة ولجديد من الغايات ؟

 

أ.د. ماهر موسى العبيدي

أكاديمي عراقي

 

 

»

اكتب تعليقا